*الفصل السّادس:2 إن الخيول التي ظهرت عند فضّ اللفافة هنا (الرؤيا، 6: 1 – 8)، تشبه الخيول التي ورد ذكرها في الرؤيا الثامنة للنبي زكريّا بن بَرَكيّا (انظر كتاب النبي زكريا، 6: 1 – 6 و1: 7 – 8). وقد يستفيد الباحث إذا قارن هذا النص بكتاب النبي إرميا (إرميا 15: 2) والترجمة القديمة لكتاب النبي حزقيال (كتاب حزقيال 5: 2) لكي يتبيّن دلالات الخيول، فكلّ فارس يحمل معه الموت بطريقة مختلفة. فالحصان الأبيض وفارسه الذي يحمل قوسا يرمزان إلى الأسر في بلاد غريبة. ويرمز الحصان الأحمر إلى الحرب الوحشية الدموية. واعتقد بعض المفسّرين أنّ هذا الحصان يشير إلى الحرب على أرض فلسطين. ويرمز الحصان الأسود إلى الموت بسبب مجاعة أو قحط. وجاء في الآية الثامنة تلخيص لدلالات هذه الخيول وفرسانها. كما تضمّنت الآية تلميحا إلى الفرق الأربعة التي تسابقت في المباريات الملكية وارتدى أفراد كل فريق منها لباسا يختلف في اللون عن الفريق الآخر. واكتشف علماء الآثار رسوما وصورا لحلبات قديمة لخيول اكتست ألوانا مختلفة، إما بيضاء أما حمراء أو زرقاء أو خضراء.
†الفصل السّادس:6 تختلف الآراء بين المفسرين حول دلالات الحديث عن الزيت والخمر. ويعتقد البعض أنّ وجود كميّة من الخمر والزيت يدلّ على أنّ القحط لم يكن شديدا، ذلك أنّ جذور شجرة الزيتون وكرمة العنب أعمق في الأرض من جذور القمح والشعير، وهو ما يجعل الشجرة تستمرُّ في إنتاجها وعطائها. بينما يعتقد البعض الآخر أنّ هذا يشير إلى حصار القدس قبل تدميرها سنة 70 للميلاد. وفي هذه الفترة، خزن أهل المدينة ما يكفيهم من الطعام لوقت طويل. ورغم ذلك، فقد تقاتلت الأحزاب اليهودية المختلفة في المدينة مع بعضها إلى درجة دمرّوا فيها مخازن المؤونة التي تملكها الأحزاب المعارضة، ووصل الصراع إلى اقتحام حرم بيت الله وسرقة الزيت والخبز اللّذين خصّصهما رجال الدين قربانا لله.