توجد عديد الآراء حول معنى الحصاة البيضاء. يقول أحدها، أنّها تشير إلى العادة المتداوَلة في المحكمة الرومانية التي يُصدر فيها القضاء قراره بإعطاء الحصاة السوداء وهذا يعني أن المتهّم مذنب، وإذا كان المتّهم بريئا يعطى الحصاة البيضاء. وهذا يعني بالنسبة إلى القرّاء أنّ الله سينصفهم في النهاية حتّى ولو أدانتهم المحكمة الرومانيّة بسبب إيمانهم بالسيد المسيح. ويقول رأي آخر أن الحصاة البيضاء تشير إلى الحصاة التي حصل عليها الرياضيون الإغريق في نهاية السباق، وسيتم استبدالها في النهاية بجوائزهم. ويقول الرأي الأكثر انتشارا أن الحصاة البيضاء تشير إلى الحصاة التي كانت تحمل اسم صاحبها، والتي كانت تستعمل كبطاقة لبعض المناسبات، كالولائم في المعابد الوثنية. وإذا كان هذا هو المقصود، فستكون الحصاة البيضاء بمثابة بطاقة تسمح لحاملها بالدخول إلى وليمة سيدنا المسيح الكبيرة في مملكة الله.
*الفصل الثّاني:1 كانت مدينة أفاسوس عاصمة مقاطعة آسيا الرومانية، وفيها بُني معبد لعبادة الإمبراطور دوميتيان. دُعي رئيس هذا المعبد بالكاهن الأكبر في آسيا، وهو أيضا الحاكم الإقليمي الأعظم تحت سلطة الوالي الروماني. وكان هو المشرف على مهرجان المباريات الإمبراطورية الذي يقام في أفاسوس، وقد مثّل هذا المهرجان طريقة أساسية لتعظيم الإمبراطور لأنّهم اعتبروه “السيد والإله”. وكان بعض المشاركين يقاتلون في مباريات المصارعة من أجل حياتهم ضد الخصوم القساة. واستخرجت بعض الرموز في الفصول التالية من نشاطات هذه المباريات. فعلى سبيل المثال، اتّبعت الرسائل الموجّهة إلى أتباع السيد المسيح في هذه المدن السبعة (الفصلان الثاني والثالث)، نمط المراسيم الإمبراطورية التي يتمّ إعلانها على الملإ مع بداية هذه المباريات. ويوضّح كتاب الرؤيا من خلال استعمال هذه الرموز أنّ سيدنا عيسى هو من يجب تعظيمه وتشريفه سيّدا على الجميع لا الإمبراطور الروماني.
†الفصل الثّاني:6 كان النِقولاويون فئة في جماعة المؤمنين ورغم ذلك التزموا بتعاليمهم الخاطئة، إذ أرادوا أن يسايروا الوثنيين حولهم، فادَّعَوا أنّهم متحرّرون من كلّ قيد أخلاقي، ويمكنهم المشاركة في عبادة الأوثان وارتكاب الفواحش.
‡الفصل الثّاني:7 يتمّ الإعلان مع نهاية مهرجان المباريات الإمبراطورية عن جوائز الفائزين. ويَستعمل السيد المسيح الطريقة نفسها، إذ يعلن هنا عن مكافأة تمنح لهؤلاء الذين يَثبتون على إيمانهم حتّى النهاية. وتختلف المكافآت التي يمنحها (سلامُهُ علينا) من جماعة إلى أخرى في الفقرات الستِّ اللاحقة.
§الفصل الثّاني:11 وردت عبارة “الموت الثاني” في النص الأصلي للوحي في اللغة اليونانية، وفَهِم الناسُ هذا التعبير على النحو التالي: إنّ الموت الأول هو هلاك الجسد، بينما الموت الثاني المشار إليه في كتابات اليهود في تلك الفترة يعني الهلاك الكلّي المنتظر، ويحتوي كتاب الرؤيا الفكرة ذاتها.
*الفصل الثّاني:13 وُجد في مدينة برغامس معبد لعبادة القيصر، شأن الإلهين أسكليبيوس وزيوس. وكان زيوس يدعى “زيوس المنقذ” واعتبر أتباع السيد المسيح هذا اللقب كفرا. وكان أَنتيباس من أوائل الشهداء الذين آمنوا بسيدنا المسيح في مقاطعة آسيا.
†الفصل الثّاني:14 ادّعى بلعام أنّه نبيّ وقام باستمالة بعض الناس من بني يعقوب لعبادة إلهٍ غير حقيقي (انظر التوراة، سفر العدد، 25: 1-3، 31: 16).
‡الفصل الثّاني:17 يشير “المنّ الخفيّ في الغيب” إلى الطعام الذي أرسله الله بمعجزة إلى بني يعقوب أثناء تِيههم في صحراء سيناء رفقة النبي موسى (عليه السّلام). وقد أمرهم الله أن يحفظوا عيّنة من المنّ في وعاء ذهبي في صندوق الميثاق تذكارا على أنّ الله رزقهم بمعجزة. وقد اختفى صندوق الميثاق وكلُّ محتوياته عندما دمّر الجيش البابلي القدس سنة 586 قبل الميلاد. واعتقد العديد من اليهود أنّ صندوق الميثاق أخفاه النبي إرميا أو أحد الملائكة، وأنّ النبي إرميا سيعود بالصندوق عند ظهور مملكة الله الموعودة وسيقدّم المنّ في وليمة عظيمة. وذكر السيد المسيح أنّه هو المنّ الحقيقي الذي جاء من السماء ليمنح الخلد للبشر (انظر يوحنّا، 6: 32 – 33). توجد عديد الآراء حول معنى الحصاة البيضاء. يقول أحدها، أنّها تشير إلى العادة المتداوَلة في المحكمة الرومانية التي يُصدر فيها القضاء قراره بإعطاء الحصاة السوداء وهذا يعني أن المتهّم مذنب، وإذا كان المتّهم بريئا يعطى الحصاة البيضاء. وهذا يعني بالنسبة إلى القرّاء أنّ الله سينصفهم في النهاية حتّى ولو أدانتهم المحكمة الرومانيّة بسبب إيمانهم بالسيد المسيح. ويقول رأي آخر أن الحصاة البيضاء تشير إلى الحصاة التي حصل عليها الرياضيون الإغريق في نهاية السباق، وسيتم استبدالها في النهاية بجوائزهم. ويقول الرأي الأكثر انتشارا أن الحصاة البيضاء تشير إلى الحصاة التي كانت تحمل اسم صاحبها، والتي كانت تستعمل كبطاقة لبعض المناسبات، كالولائم في المعابد الوثنية. وإذا كان هذا هو المقصود، فستكون الحصاة البيضاء بمثابة بطاقة تسمح لحاملها بالدخول إلى وليمة سيدنا المسيح الكبيرة في مملكة الله.
§الفصل الثّاني:18 عبارة “الابن الروحي لله” الواردة هنا هي ترجمة للعبارة اليونانية التي عُرّبت بصيغة “ابن الله”. وهي موجودة في كتب الأنبياء الأوّلين وكانت لقبا لملك بني يعقوب الذي اختاره الله. وهذا لا يشير إلى تناسل بشري، ولكنّه يشير إلى العلاقة الوثيقة التي تربط سيدنا عيسى المسيح بالله. وإنّ مقامه أمام ربه كمقام البكر في العائلة. ويرى البعض في هذا تلميحا إلى أنّ السيد المسيح هو كلمة الله الأزلية وقد تمّ إرسالها إلى الأرض لتصبح بشرا يولد من مريم العذراء.
*الفصل الثّاني:20 يُمارس على التجار وأصحاب الحِرَف في تلك الفترة الزمنية في المدن الوثنية ضغطٌ للاشتراك في النقابات. وإذا لم يشتركوا فستكون تجارتهم وأعمالهم عرضة للخسارة. وكانت لقاءات النقابات تكرس ولائم للآلهة التي تحميهم، إضافة إلى الشعائر الدينية التي تقام من أجل عبادة الإمبراطور. وقد شعر الكثير من أتباع سيدنا عيسى في ثياتيرا بضرورة الاشتراك في إحدى نقابات التجّار. ولو أنهم قاموا بذلك خلافا لمقتضيات إيمانهم فإن ذلك يفضي بهم إلى الضلال المبين. وفي هذه الحال سينساقون إلى تعاليم امرأة تدّعي النبوّة وقد جمعت حولها عددا من الأتباع، مدّعية أنها تعرض عليهم “أسرارا عميقة”، وأخبرت الذين آمنوا بها أنه بإمكانهم المشاركة في احتفالات نقابات التجارة المرتبطة بالوثنية، وقد أطلق عليها اسم “إِيزابال”، زوجة الملك آخاب المذكور في كتب الملوك الأول والثاني، وهو الذي قتل أنبياء الله وحرّض شعب بني يعقوب على عبادة الإله المزيّف “بعل”.
†الفصل الثّاني:27 يستعمل السيد المسيح هنا هذا المصطلح للإشارة إلى الصلة القريبة والمميّزة التي يحظى بها في علاقته مع الله باعتباره الملك المختار على أمّة الله. وقد استعملنا مصطلح “الأب” في هذا الكتاب مقترنا باسم الرحمن أو الرحيم للدلالة على صلة المؤمنين بالله، ولكن في هذا الموضع أوردنا مصطلح “أبي” مقترنا بـ “الصمد” للإشارة إلى الصلة بين السيد المسيح والله.
‡الفصل الثّاني:27 هذا المقطع أعيدت صياغته من الزبور (مزمور، 2: 9)، يخصّ أتباع السيد المسيح الأوفياء، رغم أنّ الشخص المشار إليه في المقطع الأصلي هو السيد المسيح نفسه، شأن الاقتباس الوارد في كتاب الرؤيا (19: 15).
§الفصل الثّاني:28 إنّ الإشارة إلى “نجم الصباح” قد يعني كوكب الزهراء ويمثّل عند الرومان الإلهة فينوس، إلهة الانتصار في الحروب. واستعملت الجيوش الرومانية رمز فينوس وأقام لها الجنرالات المنتصرون المعابد. وساد اعتقاد لدى معظم الناس في تلك الفترة أنّ الحياة تسيّرها النجوم. فعندما يُمنح أتباع السيد المسيح نجم الصباح، فهذا يعني أنهم سيشاركون السيد المسيح الهيمنة على كل شيء.