*الفصل الثّالث:1 كان النبي يحيى بن زكريا يسير على خطى النبي إلياس وغيره من الأنبياء الذين توجّهوا إلى البريّة للانعزال بعيدًا بسبب جحود شعبهم الشديد. وتقع تلك البراري بين القدس والبحر الميت. وكان النبي يحيى ينشر دعوته ويطهّر الناس بالماء على الضفّة الشرقية من نهر الأردن.
†الفصل الثّالث:6 عندما اعتنق الوثنيّون الديانة اليهوديّة، كان عليهم التوبة والتطهّر في الماء، وكان على الذكور منهم الختان. وهنا يقول النبي يحيى (عليه السلام) بأنّ هؤلاء اليهود أصبحوا كأنهم وثنيّون، وأنهم بحاجة إلى الأوبة إلى الله والرجوع إليه بصورة شاملة مرّة ثانية. وبيّن النبي يحيى بأنّ الله لا ينحاز إلى اليهود بسبب انحدارهم من سلالة النبي إبراهيم (عليه السّلام).
‡الفصل الثّالث:15 تقبّلُ الناس التطهّرَ في الماء على يد النبي يحيى دليلٌ على أنّهم مستعدّون للإيمان بالمسيح المنتظر قدومُه من بعده. وكان يجب عليهم أن يتوبوا عن خطاياهم وذنوبهم كشرط لتطهّرهم بالماء. ورغم أنّ سيّدنا عيسى (سلامُهُ علينا) لم يكن له ذنوب وخطايا يتوب عنها، لكنّه تطهّر بالماء ليعلن استعداده لتولّي منصب المسيح الملك من الله تعالى.
§الفصل الثّالث:17 ستكرّر عبارة “الابن الرّوحيّ لله” كثيرًا في هذا الكتاب. وهي في الترجمات العربية التاريخية “ابن الله”. ولا تشير مطلقًا إلى البنوّة ذات الطبيعة البشريّة. حاشا لله! إنّما كان هذا لقبا يشير إلى الملك المختار الذي يجب أن يكون من سلالة النبي داود (عليه السّلام). وفي هبوط روح الله على سيّدنا عيسى، بيّن الله أنه قد اختاره ليكون المسيح الملك على المملكة الرّبّانيّة. أمّا جلوس السّيّد المسيح على العرش فسيحدث بعد ثلاث سنوات ونصف السنة، عند قيامته من بين الأموات. ويشير الصوت القادم من السماء إلى كلمات الله الموجّهة إلى الملك المختار والتي جاء ذكرها في المزمور الثاني من الزبور، كما يشير في الوقت ذاته إلى نبوءة أشعيا عن المسيح المنتظر (كتاب النبي أشعيا، الفصل 42). وهذا اللقب يشير إلى الصلة الحميمة بين الله والسّيّد المسيح، وعلى هذا الأساس يمنح المسيح أتباعه الحقّ ليكونوا أهل بيت الله. وإنّه كلمة الله التي ألقاها إلى مريم العذراء فأصبحت إنسانًا بقوّة روح الله. وحسب الإنجيل، فإنّ كلمة الله هي صفة قائمة في ذاته تعالى. ومن هذا المنطلق نتمكّن من فهم كيف يتمتّع السّيّد المسيح (سلامه علينا) بسلطة على بيت الله كسلطة الابن البكر عند الناس.