*الفصل الثّالث:3 يقارن الحواري بولس حلول قوّة روح الله في الإنسان، بالتّعليم الذي يبرز الاختلافات الجسديّة والعرقيّة. وحسب بولس فإنّ التركيز على الختان قد صنع حاجزًا عرقيًّا منع رحمة الله عن غير اليهود، وجعل اليهود الذين كانوا خاضعين لهذه التقاليد ينقادون بضعفهم الإنساني.
†الفصل الثّالث:6 يقتبس بولس هنا من التوراة، سفر التكوين 15: 6.
‡الفصل الثّالث:7 ترتبط هوية الناس في المجتمع اليهودي ارتباطًا وثيقًا بعلم الأنساب الخاصّ بهم. لكن الحواري بولس يشير إلى أن الانتساب الصحيح للنبي إبراهيم هو الانتساب المبني على الثقة بالله الذي أقام سيدنا عيسى حيًّا من بين الأموات. فإبراهيم (عليه السّلام) لم يكن يهوديًّا ولكن الله قبله بسبب إيمانه وتوكّله عليه. ودون هذا الإيمان والتوكّل على الله، يكون الانتساب العرقيّ للنّبي إبراهيم فاقد للأهميّة.
§الفصل الثّالث:8 التوراة، سفر التكوين 12: 3
*الفصل الثّالث:10 يقتبس الحواري بولس من التوراة، من سفر التثنية 27: 26. جاء أيضًا في سفر التثنية ذكر بركات الطاعة لشريعة النبي موسى مذكورة في 28: 1- 14، أما لعنات العصيان فمذكورة في 28: 15-68. ويعتقد بعضُ المفسّرين أنّ بولس يريد القول إنّ اليهود تصيبهم اللعنة ما لم يتّبعوا وصايا التوراة بشكل كامل. لكن ذلك غير صحيح، لأن شريعة موسى (عليه السّلام) تنصّ على التكفير عن الخطايا، والتوبة، والغفران من خلال النظام القرباني في حرم بيت الله. وهذا هو سبب وصف بولس نفسه بأنه كان “بلا عيب” قبل أن يهتدي إلى الإيمان بالسيد المسيح (انظر فيليبي 3: 6). إنما يقول بولس إنّ أصحاب النظرة الإقصائية القومية الضيقة لميثاق الله يسيئون التعاطي مع جوهر تعاليم شريعة موسى، حيث تمثل الثقة والتوكل على الله أساس العلاقة بين الله والبشر. ويؤكّد في 3: 12 أن وصايا التوراة نزلت لمساعدة الناس على التعبير عن توكلهم وطاعتهم لله بشكل عملي. لكن معارضي بولس كانوا يفضّلون اتّباع بعض التقاليد اليهودية من أجل التفاخر أنهم شعب الله المختار، واستخدموا هذه التقاليد لإقصاء الشعوب الأخرى، وهكذا حاولوا منع بقية الشعوب من إمكانية الإيمان والتوكل على الله، خاصّة أن الله وعد أن يبارك هؤلاء من خلال النبي إبراهيم (عليه السّلام). وهؤلاء اليهود يُنكرون جوهر ميثاق الله ألا وهو ورحمة الله ووعوده، وبذلك تصيبهم اللعنة كما جاء في شريعة موسى (عليه السّلام).
†الفصل الثّالث:11 يقتبس بولس هنا من كلمات النّبي حبقوق (2: 4)، وقد قالها قبل أن يغزو البابليون بني إسرائيل بفترة قصيرة. لقد وعد الله أنّه سيحفظ حياة كلِّ من يتوكّل عليه رغم ما سيصيب الشّعب من كوارث. وقد اقتبس بولس هذه الآية ليحثّ المؤمنين على الإيمان بالله والتوكّل عليه كَسِمَة ملازمة لحياتهم من البداية إلى النهاية، أي أنّ مفتاح العلاقة مع الله هو التوكّل عليه والإيمان به، وليس الوفاء لبعض التقاليد.
‡الفصل الثّالث:12 يقتبس بولس هذا المقطع من التوراة، سفر اللاّويين 18: 5، والغاية منه هي وصف سلوك المؤمن المنتمي إلى ميثاق الله. جاءت شريعة النّبي موسى كوسيلة لتنظّم الحياة في إطار الميثاق، لا كأساس للميثاق نفسه، وتهدف إلى المحافظة على كيان شعب بني يعقوب حتّى لا يتوهوا ويتشتّتوا في العالم. والحياة الرّضيّة عند بولس لا تكون بالانتماء إلى شعب بني يعقوب بل بالإيمان بالله والتوكّل عليه.
§الفصل الثّالث:13 ذُكرت اللّعنة المشار إليها هنا في الآية 10. ويقتبس بولس هنا من التوراة، سفر التثنية 21: 23. إنّ كلّ من يخلُّ بالميثاق يجلب لنفسه اللّعنة والاستبعاد من شعب الميثاق.
*الفصل الثّالث:14 ما دام الغريب مستبعدًا من أهل الميثاق، فإن غير اليهود لا نصيب لهم في البركات الخاصّة بأهل الميثاق أي اليهود. لكنّ غطرسة بني يعقوب مع إحساسهم بالتّفرّد والتّفوّق على بقيّة الأمم جعلتهم خارج الميثاق لأنهم أساءوا فهم جوهره وحجر أساسه، ألا وهو الثّقة بالله والتوكّل عليه.
†الفصل الثّالث:15 يمكن تعديل الميثاق من قبل الطّرفين المعنيّين، ولكن لا دخل لطرف ثالث في ذلك. ويريد بولس أن يبيّن أنّ شريعة النّبي موسى هي الطّرف الثّالث فلا تأثير لها على ميثاق النّبي إبراهيم.
‡الفصل الثّالث:16 تشير كلمات بولس عن نسل النبي إبراهيم إلى الميراث الذي وعد الله به النّبي إبراهيم (انظر التوراة، سفر التكوين 13: 15؛ 17: 8؛ 26: 3؛ 28: 4؛ 28: 13 و 35: 11-12). ومن المرجَّح أنّ بولس قد اقتبسها من سفر التكوين 35: 11-12، لأنّها تأكيد نهائي من الله على وعوده للنبي إبراهيم، وهي موجّهة إلى يعقوب (عليه السّلام) قبل انتقاله وابنائه إلى مصر بفترة وجيزة. وحدث كل هذا قبل نزول شريعة النبي موسى بـ 430 سنة.