*الفصل الرّابع:14 من المُحتمَل أنّ المؤمنين في تَسالونْكي قد تساءلوا، هل من الممكن أن يكون رفاقُهم الذين ماتوا أقلّ حظًّا من المؤمنين الأحياء؟ فحسَبَ اعتقادهم لن يشهد المؤمنون الأمواتُ تجلّي سيدنا عيسى كملِك ولن يشاركوا في جلاله حينئذ. ويبدو أنّهم لم يعرفوا بعدُ نوعية العلاقة التي تربط بين بعث الأموات وتجلّي سيدنا عيسى في نهاية الدنيا. فإذا حلّت القيامةُ بعد تجلّي سيدنا عيسى ملِكًا، فإن الموتى سيُحرَمون من حضور هذا الحدث العظيم في حين سيتمتّع بمشاهدته الأحياءُ فقط. وهذا ما جعل بولس يؤكّد لقرّائه في رسالته هذه ويُطمئِنُهم أنّ أصدقاءهم الرّاحلين لن يخسروا أيّ امتياز عند تجلّي سيدنا المسيح. ومن الواضح أيضًا أنّ بعض المؤمنين في تسالونكي قد أساؤوا فهمَ تعليمٍ سابقٍ حول تجلّي السيد المسيح، إذ تصوّروا أنّ جميع المؤمنين سيظلّون على قيد الحياة حتّى موعد تجلّيه. وعندما واجهوا حقيقة موت بعض إخوانهم المؤمنين، خطَرَ هذا السؤالُ في أذهانهم: “هل سيُبعث أولئك الذين ماتوا حقًّا؟” وفي الآيات التالية يوضّح بولُس ما سيحدث.
†الفصل الرّابع:15 كلمة “تجلّيه،” هي ترجمة للكلمة اليونانية «باروسيا» parousia، وتعني المجيء أو الوصول أو الحضور. وقد أعلن أتباعُ المسيح الأوائلُ أنّه (سلامه علينا) هو الملِك المسيح المنتظر سيّدًا على جميع البشر. أمّا الآن فيحكم (سلامُهُ علينا) الأرضَ من الغيب حيث يجلس على عرشه في السماء. وعندما يتجلّى من السماء سيُعلن بدايةَ ممارسته للملك الأبديّ على الأرض علنًا. وكانت الكلمة اليونانية «باروسيا» parousia تُستعمل لوصف مراسم الترحيب بقدوم ملِك أو مسؤول كبير إلى المدينة. وتشمل هذه المراسم إعلانًا مهيبًا عن قدوم الملك، ثمّ يُنفخ في الصور (البوق) لإعلان وصوله الوشيك كي يعلم سكانُ المدينة أنّ عليهم تركَ أعمالهم وكلَّ ما في أيديهم، والتوجّهَ فورًا إلى بوّابة المدينة الرئيسية للاصطفاف على جانبي الطريق، واستقبال الملك والترحيب به والهتاف له عندما يقترب وحاشيته. وهذا الجانب من مراسم الترحيب الذي يشمل الاجتماعَ والهتاف أثناء مرور الملك الزائر تطلق عليه كلمة “أبانتيزيس” apantesis، وقد تُرجمت في الآية 17 بجملة: “استقبال الموكب الرّبّاني لملكنا الكبير”. وفي تلك المراسم، كان الملِك يدخل المدينة بينما كان سكّانُها يسيرون وراءه ويحيطون به في هالة كبيرة. وعندما يصبح الجميعُ داخلَ المدينة، تبدأ الاحتفالات التي يرافقها في الغالب تقديمُ الملك هدايا لسكّان المدينة. وقد وجد الرؤساء اليونانيون والرومان في استخدام هذه العبارات عن السيّد المسيح تعدّيًا عليهم لاعتقادهم أن القيصر هو الوحيد الذي يستحقّ مثل هذا الشرف.
‡الفصل الرّابع:16 “كبير الملائكة” هو في الغالب الملاك ميخائيل (انظر كتاب النبي دانيال، 10: 13-21).